کد مطلب:18117 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:265

رد الشمس
ردّت الشمس لأمیر المؤمنین علیه السلام مرتین؛ مرة فی حیاة النبی صلّی اللّه علیه و آله، و ذلك حینما تغشی الوحی رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله، فتوسّد فخذ أمیر المؤمنین علیه السلام، ففاتته صلاة العصر [1] . و مرّة اُخری فی زمان خلافته، لمّا أراد أن یعبر الفرات ببابل حینما عاد من قتال الخوارج، فاشتغل كثیر من أصحابه بتعبیر دوابّهم ورحالهم، ففاتتهم الصلاة معه علیه السلام، فشكوا ذلك إلیه، فسأل اللّه تعالی أن یردّ الشمس، فأجابه اللّه تعالی الی ذلك. [2]

و رُدّت الشمس لیوشع بن نون وصی موسی علیه السلام حینما فاتته الصلاة فی وقتها [3] ، و قیل: بل ردّت له حینما خرج لقتال الجبّارین فی مدائن الشام، فأدركه



[ صفحه 92]



المساء و قد بقیت منهم بقیة، فدعا اللّه تعالی، فردّ علیه الشمس، وزاد فی النهار ساعة حتی استأصلهم و دخل مدینتهم و جمع غنائمهم. [4]

و ذكر كثیر من الشعراء هذه الفضیلة مقارنین بین علیّ و یوشع علیهما السلام، منهم: السید الحمیری حیث قال: ردّت علیه الشمس لمّا فاته حیّی تبلّج نورها فی وقتها و علیه قد رُدّت ببابل مرّة إلّا لیوشع أو [5] له ولردّها وقت الصلاة و قد دنت للمغربِ للعصر ثم هوت هویّ الكوكبِ اُخری و ما رُدّت لخلق معربِ و لحبسها تأویل أمر معجبِ [6]

و قال ابن أبی الحدید: یامن له رُدّت ذُكاء و لم یَفُز بنظیرها من قبلُ إلّا یوشعُ [7]

3ـ قتال الجبّارین

عهد موسی علیه السلام الی یوشع بأنه یقاتل الجبارین فی بلاد الشام، فقاتلهم فی



[ صفحه 93]



بیت المقدس و أریحا والبلقاء حتی مكّنه اللّه منهم [8] ، و عهد رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله لأمیر المؤمنین علیه السلام بأنه یقاتل المارقین والناكثین والقاسطین [9] ، فقاتل الجبّارین و أئمّة الضلال من هذه الأمّة.

و جاء فی الروایة عن أمیر المؤمنین علیه السلام أنه قرأ هذه الآیة فی یوم الجمل (وَ إِن نَكَثُوا أَیْمَانَهُم مِن بَعْدْ عَهْدِهِمْ وَ طَعَنُوا فِی دِینِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ آلْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَیْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ یَنتَهُونَ) [10] ثمّ قال: «و الذی فلق الحبّة و برأ النسمة واصطفی محمّداً صلّی اللّه علیه و آله بالنبوة إنهم لأصحاب هذه الآیة، و ما قوتلوا مذنزلت» [11] .


[1] راجع: الصواعق المحرقة: 128، ترجمة عليّ عليه السلام من تاريخ دمشق 2: 283، المناقب / ابن المغازلي: 96 ـ 98، المناقب / الخوارزمي: 217، الرياض النضرة 3: 121، البداية و النهاية 6: 86 و 282، الارشاد / المفيد: 345، الفقيه 1: 130 / 610، تاج العروس ـ مادة يشع ـ.

[2] الفقيه 1: 130 / 661، الارشاد / المفيد 1: 346، بحار الأنوار 41: 171 / 8 و 174.

[3] الفقيه 1: 130 / 608.

[4] راجع: الكامل في التاريخ 1: 154 ـ 155، البداية والنهاية 6: 281، قصص الأنبياء (عرائس المجالس)/ الثعلبي: 220 ـ منشورات المكتبة الثقافية ـ بيروت، قصص الأنبياء / ابن كثير: 441، وفيات الأعيان / ابن خلكان 7: 227 ـ منشورات الشريف الرضي ـ 1364هـ، البدء والتاريخ 3: 96، بحار الأنوار 13: 375 و 58: 256 / 47.

[5] قال السيد المرتضي رحمي اللّه في شرحه لبائية السيد الحميري: معني (أو) هاهنا معني الواو، فكأنّه قال: إلّا ليوشع و له، كما قال اللّه تعالي: (فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً) (سورة البقرة: 2/ 74) علي أحد التأويلات في الآية. بحار الأنوار 41: 190.

[6] الإرشاد /المفيد 1: 347.

[7] القصائد العلويات / ابن أبي الحديد: 140 ـ مؤسسة الأعلمي ـ بيروت.

[8] راجع المصادر المتقدّمة في ردّ الشمس ليوشع عليه السلام.

[9] المستدرك / الحاكم 3: 139 ـ 140.

[10] سورة التوبة: 9 / 12.

[11] قرب الاسناد / السيد الحميري: 96/ 327 ـ مؤسسة آل البيت عليهم السلام ـ قم، تفسير العياشي 2: 219 / 1790.